responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 283

لدار القرار. وفي قوله: ﴿ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ الحض على التعلق بالعلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة)[1]

وقال ابن القيم، وهو يبين وجه انحصار الأخلاق في هذ الآية:(لا ريب أن للمطاع مع الناس ثلاثة أحوال:

1. أمرهم ونهيهم بما فيه مصلحتهم.

2. أخذه منهم ما يبذلونه مما عليهم من الطاعة.

3. أن الناس معه قسمان: موافق له موال ومعاد له معارض.

وعليه في كل واحد من هذه واجب، فواجبه في أمرهم ونهيهم أن يأمر بالمعروف وهو المعروف الذي به صلاحهم وصلاح شأنهم، وينهاهم عن ضده، وواجبه فيما يبذلونه له من الطاعة أن يأخذ منهم ما سهل عليهم وطوعت له به أنفسهم سماحة واختيارا، ولا يحملهم على العنت والمشقة فيفسدهم، وواجبه عند جهل الجاهلين عليه الإعراض عنهم وعدم مقابلتهم بالمثل والانتقام منهم لنفسه)[2]

فهذه الآية الكريمة هي أول ما نسترشد به في بيان أصول الأخلاق وأركانها، وعلى هديها تحدث السلف ومن بعدهم على أصول أخرى للأخلاق بحسب التقسيمات المختلفة.

ومن الأقوال في ذلك، وهي تحتاج إلى تحليل لا نرى محلا لتفصيله هنا قول الإمام علي:(حسن الخلق في ثلاث خصال اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال)، وقال الحسن :(حسن الخلق بسط الوجه وبذل الندى وكف الأذى)، وقال


[1] القرطبي: 7/344.

[2] مدارج السالكين:2/305.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست