responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 281

الأربعة واعتدلت وتناسبت حصل حسن الخلق)

وهذه الأركان الأربعة، كما يرى الغزالي هي (قوّة العلم، وقوة الغضب، وقوّة الشهوة، وقوّة العدل بـين هذه القوى الثلاث)

وقبل أن نذكر رأي الغزالي في أصول الأخلاق ومنابعها، نحب أن ننبه إلى أن النصوص القرآنية، ومثلها النصوص النبوية قد ذكرت أنواعا من أصول الأخلاق بحسب التقسيمات المختلفة، بل إن الغزالي نفسه ـ كما سنرى ـ ينص على أن الأصول التي اعتمدها وردت الإشارة إليها من القرآن الكريم.

وأول ما يفاجئنا في القرآن الكريم من هذه الأصول هو قوله تعالى وهو يجمع مكارم الأخلاق: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (لأعراف:199)

فقد نص السلف على أن هذه الآية من أجمع الآيات لمكارم الأخلاق، قال الإمام جعفر الصادق:(أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية) [1]

بل قد وردت النصوص النبوية الدالة على احتواء هذه الآية على أصول الأخلاق، مفسرة لها بما يقتضي انحصار الأخلاق فيها، فعن جابر قال: لما نزلت هذه الآية ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (لأعراف:199) قال النبي a:(يا جبريل ما تأويل هذه الآية؟ قال: حتى أسأل، فصعد ثم نزل فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تصفح عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك. فقال النبي a:(ألا أدلكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة؟ قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك)[2]


[1] رواه البخاري وأبو داود والنسائي.

[2] رواه ابن مردويه.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست