اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 223
وبعضها على اليدين والرجلين وبعضها على جميع البدن)[1]
ويختلف الخلق ـ كذلك ـ في غلبة بعض الصفات على بعض، فمنهم من تغلب عليه
البهيمية، ومنهم تغلب عليهم السبعية، وهكذا.
وتختلف كذلك غلبة بعض الصفات بحسب عمر الإنسان،يقول الغزالي:(وهذه الصفات
لها تدريج في الفطرة، فالصفة البهيمية هي التي تغلب أوّلاً ثم تتلوها الصفة
السبعية ثانياً، ثم إذا اجتمعا استعملا العقل في الخداع والمكر والحيلة وهي الصفة
الشيطانية، ثم بالآخرة تغلب الصفات الربوبـية وهي الفخر والعز والعلو وطلب
الكبرياء وقصد الاستيلاء على جميع الخلق)
وسنذكر هنا باختصار ما قد ينبع من هذه المنابع من أنواع الانحراف:
الصفات الربوبـية: وهي ما أودع في
الإنسان من شعور بأنانيته وحقيقته العظيمة وما سخر لها من مخلوقات، فيعتقد
بربوبيته على الأشياء، سواء صرح بذلك كما صرح فرعون، عندما صرخ قائلا: ﴿
أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (النازعـات:24)، أو لم يصرح.
وهذه الصفة بهذا الفهم السيئ، ينتج عنها الكثير من الانحرافات منها ـ كما
يذكر الغزالي ـ الكبر والفخر والجبرية وحب المدح والثناء والعز والغنى وحب دوام
البقاء وطلب الاستعلاء على الكافة حتى كأنه يريد أن يقول: أنا ربكم الأعلى، (وهذا
يتشعب منه جملة من كبائر الذنوب غفل عنها الخلق ولم يعدوها ذنوباً: وهي المهلكات
العظيمة التي هي كالأمهات لأكثر المعاصي)[2]
الصفة الشيطانية: وهي الصفات التي ابتدأت بها شيطانية الشيطان، ومنها
انطلقت، ولذلك أطلق الله هذا اللقب على الإنس كما أطلقه على شياطين الجن، فقال تعالى: