responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 16

المقدمة

كما أن الشرع الحكيم بين لنا السبل والوسائل والأساليب التي نمارس بواسطتها التربية بأفضل ما يمكن وأجداه، كما عرفنا ذلك في الجزء السابق من هذه السلسلة، فإنه في الركن التالي للتربية، وأهم أسسها، وهو (أبعاد التربية) لم يتركنا ـ كذلك ـ لأنفسنا، لنعجن طينة فلذات أكبادنا بما تتطلبه أهواؤنا المتباينة، بل وضع لنا ملامح الشخصية السوية المتكاملة التي تمثل الإنسان في أرقى درجات كماله الممكنة، وأمرنا أن نبني من خلالها أنفسنا، ومن ولينا أمره من أهلنا.

ولذلك لم يكن البحث في هذه الأبعاد فضولا من القول أو حشوا من الكلام، بل هو من صميم الدين، وهو في الدين من صميم الفقه، لأن الفقيه ـ كما ذكرنا في الأجزاء السابقة ـ هو من يبحث عن تنفيذ الأوامر الإلهية وفق مقاصدها الحكيمة، لا الذي ينتظر ما أحدثه الناس ليحكم فيه صحة أو بطلانا، أو إباحة أو تحريما.

وقد رأينا من خلال استقراء النصوص، ومن خلال ما نتصوره من مواصفات الشخصية المتكاملة: أن هناك خمسة أبعاد، من استكملها كملت شخصيته، وصار متحققا بمراد الله من وجوده، وهذه الأبعاد الخمسة هي:

البعد الإيماني: وهو المعارف الإيمانية العميقة التي تشكل قناعات المؤمن العقلية والروحية، والتي تبرمجه بعد ذلك ليسير في الحياة وفق ما تمليه حقيقة الكون والإنسان والحياة.

البعد الروحي: وهو ما ينتجه البعد الإيماني من آثار في روح المؤمن ليصلها بالله عبودية وخشوعا وإذعانا وترق في مقامات السلوك إلى الله.

البعد الأخلاقي: وهو تهذيب النفس وفق الآداب الشرعية، وكسوتها بكسوة الإنسانية التي ترفع عنها ما تتطلبه طبيعتها من سلوكات قد تخرجها عن الكمال الإنساني

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست