اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 98
بالقراريط)[1]،
ويذكر بعض الصحابة قال:(كنا مع رسول الله a نجني
الكباث[2] وأن رسول الله a قال:(عليكم
بالأسود منه فإنه أطيبه)قالوا:(أكنت ترعى الغنم)قال:(وهل من نبي إلا وقد رعاها)
والحكمة من هذا أن يتعلم الأنبياء من
سياسة الغنم كيفية سياسة الأمم، قال ابن حجر:(والذي قاله الأئمة أن الحكمة في
رعاية الأنبياء للغنم ليأخذوا أنفسهم بالتواضع وتعتاد قلوبهم بالخلوة ويترقوا من
سياستها إلى سياسة الأمم)
انطلاقا من هذا نرى أن نجاح تربية نشء
المسلمين يقتضي تحضير الآباء ليكونوا قدوة لأبنائهم، وتعليمهم أصول التربية
الإسلامية منذ نعومة أظفارهم، لأن التربية تحضير لحياة ومستقبل لا حياة فرد أو
مستقبله فقط، بل حياة ومستقبل الأمة جميعا.
ولهذا، ربى الله تعالى موسى u عشر
سنين في رعي الغنم ليهيئه للرسالة التي كلف بها.
ولأجل هذا نرى أن على المتحمسين من
العلماء لرد الدعوات الداعية إلى تحديد نسل المسلمين بالدعوة إلى تكثير المسلمين
أن يضموا إليها الدعوة إلى تحسين نوع نسل المسلمين، فلا خير في الغثاء الذي لا
يزيد طين المسلمين إلا بلة.
انطلاقا من هذا نحاول في هذا الفصل أن
نذكر أمرين كلاهما له أهميته في هذا الجانب:
الأول: الصفات التي ينبغي على القدوة أن يتصف بها
ليستطيع التأثير في النشء تأثيرا نافعا.
الثاني: الضوابط الشرعية التي تضع هذا الأسلوب في إطاره
الشرعي الصحيح من