اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 72
وهذه الأقوال التي أمر رسول الله a
بقولها، وسلوكه a مع المخالفين، وإعطائه الحرية الكاملة هي
التي جرأتهم على قول كل شيء، وبث كل الشبهات، وبالتالي التمكن من الاقتناع لأن
السكوت عن الشبهة وكتمانها لا يقضي عليها، بل قد يمكنها في النفس.
وقد مرت معنا قصة الشاب الذي جاء رسول الله a يستأذنه
في الزنا بكل جرأة وصراحة، فهمَّ الصحابة أن يوقعوا به ؛ فنهاهم وأدناه وقال له:(أترضاه
لأمك ؟!)، قال: لا، قال رسول الله a:(فإن الناس لا
يرضونه لأمهاتهم)، قال:(أترضاه لأختك ؟!)، قال: لا، قال:(فإن الناس لا يرضونه
لأخواتهم)[1]، وهكذا صار الزنى
أبغض شيء إلى ذلك الشاب فيما بعد، بسبب هذا الحوار المقنع.
ثانيا ـ
المنطلقات العلمية
وهي المنطلقات التي تتعلق بالجانب العلمي من الحوار،
لأن الحوار ـ في أساسه ـ مناقشة علمية، للعلم والحجة الدور الفاعل فيها، بحيث تكون
الغلبة والنصرة لأقوى المتحاورين حجة.
ولهذا، فإن هذا الحوار يستدعي توفير منطلقات معينة
تتعلق بهذا الجانب، منها:
1 ـ منهجية الحوار:
لأن المنهجية هي التي تحدد موضوع الحوار ونوع الحجج
التي يستند إليها فيه، والنتيجة التي يروم الحوار الخروج بها.
وهي مهمة من حيث أن الحوار أحيانا يتحول إلى مراء بسبب
افتقاده للمنهجية الصحيحة، بل إن المتحاورين أحيانا ترتفع أصواتهم وتعظم الجلبة
بينهم مع أنه لا خلاف حقيقي بينهم.