اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 26
ومما يدخل في التكلف ما ذكرناه سابقا من التقول بلا
علم، فعن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود، قال: يا أيها الناس من علم
شيئاً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم ؛ فإن من العلم أن يقول لما لا
يعلم: الله أعلم، قال الله تعالى لنبيه a:﴿ قُلْ
مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾
(صّ:86)
6 ـ انتهاز المواقف
ونعني به أن يستغل الواعظ ما يجري من أحداث ليلقي بموعظته،
ليكون لها التأثير الناجح فيمن يعظه، فيستغل الدخول المدرسي مثلا ليوجهه لأهمية
العلم، ويستغل ما يحدث في بلاد المسلمين من أحداث ليربطه بأمته، بل يشعل في قلبه
الجذوة لخدمتها.
وقد كان هذا سنة رسول الله a في
مواعظه، فقد كان a يقول لما دخلت العشر:(ما من أيام العمل
الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر)[1]
وقال يوم يوم النحر:(أي شهر هذا؟)، قلنا:(اللَّه ورسوله
أعلم)، فسكت حتى ظن الصحابة أنه سيسميه بغير اسمه، قال:(أليس ذا الحجة؟)قالوا:(بلى)قال:(فأي
بلد هذا ؟)قالوا:(اللَّه ورسوله أعلم)فسكت حتى ظن الصحابة أنه سيسميها بغير اسمها.
قال:(أليس البلدة ؟)قالوا:(بلى)قال:(فأي يوم هذا ؟)قالوا:(اللَّه ورسوله أعلم)فسكت
حتى ظن الصحابة أنه سيسميه بغير اسمه. فقال:(أليس يوم النحر؟)قالوا: بلى. قال:(فإن
دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، وستلقون
ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا
ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه)[2]