اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 234
مجالس المناظرات التي قد تعقد بين مختصين وفي محال خاصة فقط، بل تشمل كل
حوار بما فيه حوار الولد مع من يقوم بتربيته وتوجيهه، وخاصة في المرحلة التي يبلغ
فيها الولد ويشتد ويحتاج إلى أن يعامل كإنسان كامل لا مجرد صبي صغير.
17. من ضروريات التربية الناجحة توفر القدوة، ذلك أن الصبي ينظر إلى الأفعال قبل أن يسمع للأقوال، فلذلك كان مجرد
السلوك الحسن كافيا في أكثر الأحيان عن المبالغة في المواعظ والزجر ونحوها من
الأساليب
18. لا تقتصر القدوة على الوالدين، بل تشمل كل من خولت له مسؤولية من المسؤوليات ترتبط بها تربية
النشء، وكمثال على ذلك مسؤولية الإعلام في إعطاء القدوة، فله دور الكبير في إشهار
من يريد من الشخصيات، والتي تتحول بسببه إلى نماذج يحتذي بها الآخرون، ويقدمونها
على غيرها.
19. هناك صفات خاصة للقدوة لها أهميتها الكبيرة في التربية، وهذه الصفات ترجع
لثلاثة أمور: أولها الصلة الحسنة بالله، لأن الصلة بالخلق فرع من الصلة بالله، وبقدر حسن الصلة
بالله تكون الصلة بالخلق، وهو ما عبرنا عنه بالربانية، وثانيها: الشخصية المعتدلة
المتوازنة التي تراعي جميع الحاجات، وتطبق جميع الأحكام بموازين شرعية مضبوطة، وهو
ما عبرنا عنه بالتوازن، وثالثها: قوة الشخصية، لأن الضعيف، يتأثر ولا يؤثر، وينفعل
ولا يتفاعل، وهوما عبرنا عنه بالهيبة والوقار.
20. من أهم المبادئ التربوية في الإسلام (إثابة المحسن على إحسانه، وعقاب المسيء
على إساءته)، وذلك باعتبار الإنسان مسؤولا عن عمله، يتحمل جريرته إن حسنا فحسن،
وإن إن إساءة فإساءة.
21. لابد أن يتقيد الجزاء إحسانا أو عقوبة بالضوابط الشرعية، فيجوز للوالد أن يعاقب ولده
ببعض الكماليات التي يمكن استغناء الولد عنها، ولكنه ليس له أن يحرمه من
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 234