اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 150
وقال عن موسى u:﴿
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ
بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ
الْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس:87)
والسر في اعتبار التبشير بما أعد الله لعباده من جزاء
على أعمالهم الصالحة حافزا من حوافز العمل وأسلوبا من أساليب الترببية هو ما ينشره
التبشير في النفس من انشراح وفرح يمتلئ القلب به طمأنينة والجوارح نشاطا، قال تعالى في
بيان تأثير التبشير في النفس:﴿ وَمَا
جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا
النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (آل
عمران:126)، وقال تعالى:﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى
وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (لأنفال:10)
ولهذا كان التبشير بما أعد الله للمؤمنين من جزاء هو
الجوائز الوحيدة التي يقدمها رسول الله a لمن اختار سبيله
ونصرة دعوته والوقوف أمام جميع الأعاصير التي تتربص به.
وقد كانت سلوى آل ياسر لمواجهة ما أعد لهم الطواغيت من
عذاب هو ما قاله a لهم، وقد رأى عظيم ما يعانونه:(صبرا آل
ياسر ان موعدكم الجنة)
وفي معركة
بدر، حين اشتدّ البلاء على المسلمين، ورأى الرسول a ضعف
أصحابه وقلة عددهم وضعف عتادهم، لم يكن له من الجوائز غير أن قال لهم:(قوموا إلى
جنة عرضها السموات والأرض، والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً
محتسباً مقبلاً غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة)
وهزت البشرى نفوس الصحابة ، فقام عمير بن الحمام ، وقال
مندهشا:(عرضها السموات والأرض؟)، فقال رسول اللّه a:(نعم)،
فقال، والفرحة تكاد تطير به:(بخ بخ)، فقال a:(ما
يحملك على قولك بخ بخ؟) قال:(رجاء أن أكون من أهلها)، فقال a
مبشرا، وقد علم صدقه:(فإنك من أهلها)
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 150