اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 146
الفصل الرابع
الجزاء
من أهم المبادئ التربوية في الإسلام (إثابة المحسن على
إحسانه، وعقاب المسيء على إساءته)، وذلك باعتبار الإنسان مسؤولا عن عمله، يتحمل
جريرته إن حسنا فحسن، وإن إن إساءة فإساءة.
والقرآن الكريم يمتلئ بالنصوص الدالة على هذا المعنى
العظيم، بل إنه يجعل له حضورا دائما في كل الميادين.
فمن الجور العظيم تسوية المحسن بالمسيء، بل إن ذلك قد
يكون تشجيعا للمسيء أو تثبيطا للمحسن، قال تعالى:﴿
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً
يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً﴾
(النساء:123)
فالأمر بالأعمال لا بالأماني، ولهذا يرتب الله تعالى
على السلوكيات المختلفة ما يترتب عنها من جزاء، سواء في الدنيا أو في الآخرة.
ففي الدنيا ـ مثلا ـ يقول تعالى عن جزاء الكفار:﴿
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ
وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ
كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين َ﴾ (البقرة:191)