responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 121

وكانت نعلاه من جلد حمار ميت)[1]، قال عبدالله:(كانت الأنبياء لا يستحيون أن يلبسوا الصوف ويحلبوا الغنم ويركبوا الحمير)[2]

وقد يقال هنا: كيف ينسجم هذا مع ما ذكرنا من حسن المظهر؟

والجواب على ذلك: أن حسن المظهر لا يعني اللباس وحده من جهة، بل يعني النظافة وخصال الفطرة ونحوها، ولا يعني من جهة أخرى المبالغة في المظهر، لأن المبالغة فيه قد تستعبد الإنسان، بل تجلب له مسخرة الناس، فكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده.

زيادة على أن اللباس إن كان نظيفا ساترا للعورة ولم يكن ثوب شهرة كان ذلك كافيا لجعله حسنا، فتعتبر الزيادة على ذلك مذمومة تستعبد صاحبها.

ولهذا اعتبر a المستغرق في حب اللباس عبدا له، فقال a:(تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة[3] إن أعطي رضي، وإن لم يعط تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش طوبي لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع)[4]

ولهذا كان التواضع في اللباس شعار الصالحين، وقد قال a:(رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك)[5]

ونظر a إلى مصعب بن عمير مقبلا عليه إهاب كبش قد تنطق به، فقال النبي a:(انظروا إلى هذا الذي نور الله قلبه، لقد رأيته بين أبوين يغذيانه بأطيب الطعام والشراب، ولقد رأيته


[1] رواه الترمذي والحاكم مرفوعا.

[2] رواه الحاكم.

[3] كساء من صوف أو خز ونحوهما مربع له أعلام.

[4] رواه البخاري.

[5] رواه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب البراء بن مالك رقم (3854)وقال: حسن صحيح.

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست