responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 119

لا يتنافى مع دواعي الأنفس، بل يؤكدها.

وقد استدل بعضهم بأن الأحاديث دلت على أن الفطرة بمعنى الدين ، والأصل فيما أضيف إلى الشيء أنه منه أن يكون من أركانه لا من زوائده حتى يقوم دليل على خلافه ، وقد ورد الأمر باتباع إبراهيم u ، وثبت أن هذه الخصال أمر بها إبراهيم u ، وكل شيء أمر الله باتباعه فهو على الوجوب لمن أمر به.

وهو دليل في غاية القوة، ومما يدل كذلك على هذا أن الرسول a وقت لهم في ذلك أوقاتا، فعن أنس ، قال: (وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا يترك أكثر من أربعين يوما)[1]

ومع هذا ننبه إلى أن هذا المظهر هو مجرد ناحية من نواحي جلب الوقار لا أنه الأصل ـ كما يفهم الكثير من الناس ـ وقد قال الشاعر:

قلْ لمن يحسبُ الثيابَ على المرْ ءِ (المرء)تُعْلي المقامَ أن يتأدبْ

فجوادٌ من غيرِ سرجٍ لخيرٌ م ن حمارٍ عليه سرجٌ مذهَّبْ

وقال الآخر:

لا تحقرنَّ فتى لرثِّ ردائِه أو تكرمنَّ فتىً بدا في سُنْدُسِ

لا يخفضُ الإنسانَ أو يعلو بهِ خَلَقُ الثيابِ ولا جديدُ المَلْبَسِ

ولهذا ورد في النصوص النهي عن المبالغة في انتقاء أنواع اللباس بحجة تحسين المظهر، لأن المظهر الحسن لا يعني فقط اللباس الرفيع الغالي، والذي قد يدل على كبر صاحبه واستغراقه في الدنيا، وقد ورد في الحديث قوله a:(من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة وهو على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء


[1] رواه مسلم: 1/222، الترمذي: 5/92، البيهقي: 1/150، النسائي: 1/66، ابن ماجة: 1/108، أحمد: 3/122.

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست