اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 114
يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم.
وإذا احتج به من رغب عن الطيبات والمشتهيات، احتج به من
أحب أطيب ما في الدنيا، وهو النساء والطيب.
وإذا احتج به من ألان جانبه وخفض جناحه لنسائه، احتج به
من أدبهن وآلمهن وطلق وهجر وخيرهن.
وإذا احتج به من ترك مباشرة أسباب المعيشة بنفسه، احتج
به من باشرها بنفسه فآجر واستأجر، وباع واشترى، واستسلف وأدان ورهن.
وإذا احتج به من يجتنب النساء بالكلية في الحيض
والصيام، احتج به من يباشر امرأته وهي حائض بغير الوطء، ومن يقبل امرأته وهو صائم.
وإذا احتج به من رحم أهل المعاصي بالقدر، احتج به من
أقام عليهم حدود الله فقطع السارق ورجم الزاني وجلد الشارب.
وإذا احتج به من أرباب الحكم بالظاهر، احتج به من أرباب
السياسة العادلة المبنية على القرائن الظاهرة، فإنه حبس في تهمة وعاقب في تهمة.
3 ـ الهيبة والوقار
وهو أثر من آثار الصفات السابقة، وله دوره التربوي
الكبير على الصغار والكبار جميعا، فالنفوس مجبولة على الاقتداء بمن تعظمه وتهابه
وتوقره، وعلى النفور ممن تحتقره وتزدريه ولا ترى له هيبة ولا احتراما.
وهذا تابع للسنة الاجتماعية المعروفة من تبعة المغلوب
دين الغالب، ولهذا قال تعالى ليحي u:﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ
بِقُوَّةٍ ﴾ (مريم:12)
وسر ذلك أن القدوة سواء كان أبا أو معلما أو غيرهما
إنما يربي بالعلم، فسلوك الطفل كسلوك غيره أثر من آثار العلم، والإنسان معجون
بطينة أفكاره، فلذلك إن احترم العلم وعرف
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 114