اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 100
التأثر بالمربي، فلا يجديه صلاحه ولا توازنه.
وقد خصصنا كل عنصر من هذه العناصر بمطلب من المطالب:
1 ـ الربانية
وهو أول وصف من أوصاف القدوة، لأن المربي داعية لله،
ولا يدعو إلى الله من لا يعرف الله ولا يعيش مع الله، ولهذا كان الصالحون يُرجعون
كل قصور عن بلوغ الكلام مراميَه في القلوب إلى ضعف القلب الصادر عنه قبل اتهام
قلوب السامعين، قال بعضهم، وقد سمع متكلماً يعظ فلم تقع موعظته من قلبه ولم يرقَّ
لها:(يا هذا ! إن بقلبك لشراً أو بقلبي)
ولهذا، فإن لغياب الربانية والاتصال بالله تأثيرا كبيرا
في عدم نجاح الأساليب الأخرى للتربية، والتي تعتمد في غالبها على اللسان، قال ابن
عطاء الله:(كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز) أي أن اللسان
ترجمان القلب، فإذا تطهر القلب من الأغيار وأشرقت عليه الأنوار اكتسى كلامه نوراً ينتفع
به السامعون، أما إذا تدنس القلب بالذنوب فإن كلام صاحبه يوجب قسوة القلوب.
لأن المصدر الذي يتلقى منه هؤلاء الصالحون هو الله
تعالى، والقبلة التي يتوجهون إليها هي قبلته تعالى،
فالربانية تعني العبودية لله سواء في المصدر والمنهج الذي تسير الحياة على أساسه،
أو في الوجهة والغاية التي يقصد بها ذلك السير.
[1]
وهي مصدر صناعي منسوب إلى الرب، زيدت فيه الألف والنون، على غير قياس، ومعناه:
الانتساب إلى الرب، أي: الله، سبحانه وتعالى، ويطلق على الإنسان أنه رباني إذا كان
وثيق الصلة بالله، عالما بدينه وكتابه، معلما له.
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 100