اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 442
عليهما شرائع الكفر، أو على صحبة من لا خير فيه، والانهماك على
البلاء، فقد عاون على الإثم والعدوان، ولم يعاون على البر والتقوى، ولم يقم بالقسط،
ولا ترك ظاهر الإثم وباطنه، وهذا حرام ومعصية، ومن أزالهما عن المكان الذي فيه ما
ذكرنا إلى حيث يدربان على الصلاة والصوم، وتعلم القرآن، وشرائع الإسلام، والمعرفة
بنبوة رسول الله a
والتنفير عن الخمر والفواحش فقد عاون على البر والتقوى، ولم يعاون على الإثم
والعدوان، وترك ظاهر الإثم وباطنه، وأدى الفرض في ذلك)[1]
أمانة الحاضن:
نص أكثر الفقهاء على اشتراط الأمانة في الحاضن، فلا حضانة لفاسق[2]، لأن الفاسق لا يؤتمن، والمراد به الفسق الذي يضيع المحضون به،
كالاشتهار بالشرب، والسرقة، والزنى واللهو المحرم، أما مستور الحال فتثبت له
الحضانة.
قال الشافعي في التعبير عن هذا الشرط:(إذا كان من ينازع في
الولد أم أو قرابة غير ثقة فلا حق له في الولد، وهي كمن لم يكن في هذه الحال،
وأقرب الناس به أحق بالمنازعة كأن أمه كانت غير ثقة وأمها ثقة، فالحق لأمها ما
كانت البنت غير ثقة، ولو صلح حال البنت رجعت على حقها في الولد كما تنكح فلا يكون
لها فيهم حق وتئيم فترجع على حقها فيهم، وهكذا إن كان الأب غير ثقة كان أبوه يقوم
مقامه وأخوه وذو قرابته فإذا صلحت حاله رجع إلى حقه في الولد فعلى هذا الباب كله
وقياسه)[3]
وهذا يؤيد ما ذكر سابقا من أن العبرة في الترتيب في الحضانة
يرجع للأمانة والدين