اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 340
وقد ذكر بعض السلف تأثير إحسانه إلى اليتيم، فقال:(كنت في بدء
أمري سكيرا مكبا على المعاصي، فرأيت يوما يتيما فأكرمته كما يكرم الولد بل أكثر،
ثم نمت فرأيت الزبانية أخذوني أخذا مزعجا إلى جهنم وإذا باليتيم قد اعترضني، فقال
دعوه حتى أراجع ربي فيه فأبوا. فإذا النداء خلوا عنه فقد وهبنا له ما كان منه
بإحسانه إليه، فاستيقظت وبالغت في إكرام اليتامى من يومئذ)
الجنة: أخبرت النصوص أن جزاء المحسن لا يتوقف عند ذلك الحد، بل
إن الإحسان إلى اليتيم لا يزال بصاحبه حتى يدخله الجنة، قال a:(من قبض يتيما من بين مسلمين إلى
طعامه وشرابه أدخله الله الجنة ألبتة إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر له)[1]، وفي رواية سندها حسن:(حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ألبتة)
بل أخبر a أن المحسنين إلى اليتامى من أول من يدخلون الجنة، قال a:(أنا أول من يفتح باب الجنة إلا
أني أرى امرأة تبادرني، فأقول ما لك ومن أنت؟ تقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي)[2]
وفي القرآن الكريم إشارة إلى هذا الجزاء في قوله تعالى:﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ
مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً﴾ (الانسان:8)، فقد ذكر قبل هذه الآية الجزاء المعد هؤلاء،
وهو من أعظم الجزاء، قال تعالى:﴿
إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً
يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً﴾ (الانسان:5 ـ 6)
وقد روي في كتب المواعظ ـ مما يؤيد هذه النصوص ـ أنه كان لبعض
مياسير العلويين بنات من علوية فمات واشتد بهن الفقر إلى أن رحلن عن وطنهن خوف
الشماتة، فدخلن مسجد بلد مهجورا فتركتهن أمهن فيه وخرجت تحتال لهن في القوت فمرت
بكبير البلد وهو