اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 307
لحقه في نسبه يلحق به في دينه كالبينة.
القول الثاني: لا يلحق به لأنه محكوم بإسلامه، وهو قول أبي
ثور.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو البحث والتحري عن حقيقة انتسابه
إلى هذ الكافر بالطرق الشرعية التي سبق ذكرها، فإن ظهر أنه والده سلم إليه ليربيه
كما يرى، فلا يحال بينه وبينه.. ويضاف إلى هذا البحث عن سبب خروجه من يده ورميه
ليصبح لقيطا.
أما الإسلام، فإن الشرع لم يأمرنا بالدعوة إلى الإسلام بهذا
الأسلوب، وهو أن نحرم الأبناء من آبائهم، وإنما أمرنا بالدعوة، وأن نكون مواضع
قدوة، ونحسب أن هذا السلوك سيكون منفرا، للأب والابن على حد سواء.
أنوثة
المدعي:
اختلف الفقهاء فيما لو كان مدعي نسب اللقيط امرأة على قولين:
القول الأول: أنه دعواها تقبل ويلحقها نسبه، وهو رواية عن أحمد،
وهو قول بعض أصحاب الشافعي، وعلى هذا فإنه يلحق بها دون زوجها[1] لأنه لا يجوز أن يلحقه نسب ولد لم يقر به، ومثل ذلك ما لو ادعى
الرجل نسبه، فإنه لا يلحق بزوجته[2]، ومن الأدلة على ذلك:
1 ـ أن في
قصة داود وسليمان عليهما السلام حين تحاكم إليهما امرأتان كان لهما ابنان فذهب
الذئب بأحدهما، فادعت كل واحدة منهما أن الباقي ابنها وأن الذي أخذه الذئب ابن
الأخرى فحكم به داود للكبرى، وحكم به سليمان للأخرى بمجرد الدعوى منهما.
[1] ) لأنها يمكن أن تلد من
وطء شبهة أو غيره، وإن كان الولد يحتمل أن يكون موجودا قبل أن يتزوجها هذا الزوج
أمكن أن يكون من زوج آخر.