اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 236
وقد رجح هذا القول ابن حجر، قال:(بل هو
الذي يترجح عندي فإن التسمية بقاضي القضاة وجدت في العصر القديم من عهد أبي يوسف
صاحب أبي حنيفة وقد منع الماوردي من جواز تلقيب الملك الذي كان في عصره بملك
الملوك مع أن الماوردي كان يقال له أقضى القضاة وكأن وجه التفرقة بينهما الوقوف مع
الخبر وظهور إرادة العهد الزماني في القضاة)
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو أن الإعمال
الحقيقي لقوله a:(أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى باسم ملك
الأملاك) يقتضي القول بحرمة هذا الاصطلاح، لأنه لا فرق بينهما في الدلالة.
زيادة على أن التأويل الذي ذكره ابن
المنير قد يعرض مثله لملك الملوك، بل قيل ذلك حتى رد بعض العلماء على ذلك بقوله
تعليقا على الحديث السابق:(وفي الحديث مشروعية الأدب في كل شيء، لأن الزجر عن ملك الأملاك
والوعيد عليه يقتضي المنع منه مطلقا سواء أراد من تسمى بذلك أنه ملك على ملوك
الأرض أم على بعضها سواء كان محقا في ذلك أم مبطلا مع أنه لا يخفى الفرق بين من
قصد ذلك وكان فيه صادقا ومن قصده وكان فيه كاذبا)
ومما يروى من تنزه القضاة عن هذا اللقب
أن القاضي عز الدين بن جماعة ذكر أنه رأى أباه في المنام فسأله عن حاله فقال:(ما
كان علي أضر من هذا الاسم)، فأمر الموقعين أن لا يكتبوا له في السجلات قاضي
القضاة، بل قاضي المسلمين[1].
2
ـ الأسماء المسببة للتطير:
وهي الأسماء
التي قد تحمل في معانيها التشاؤم والحزن والألم ونحو ذلك، لما تتركه في نفس
الإنسان ومجتمعه من الآثار.
[1] وقد خطأ ابن حجر هذا
التأويل، فقال:« وفهم من قول أبيه أنه أشار إلى هذه التسمية مع احتمال أنه أشار
إلى الوظيفة، بل هو الذي يترجح عندي ».
اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 236