اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 220
الفصل الرابع
التهيئة
الاجتماعية للأولاد
نريد بالتهيئة الاجتماعية في هذا
الفصل ما يهيئ الوليد للحياة الاجتماعية، وذلك بأن يتعرف عليه المجتمع، لأن لذلك
التعرف قيمته بعد ذلك في حياته الاجتماعية.
وقد شرع الشرع لهذا التعريف أحسن الأحكام، والتي تجعل ميلاد
الولد فألا طيبا في المجتمع، حيث ربط به وليمة خاصة هي العقيقة، وأمر بتحسين اسمه،
لأنه به يعرف في المجتمع.
وللتهيئة الاجتماعية ميادين أخرى تتعلق بالتربية خصصنا لها فصلا
خاصا في الجزء الأخير من هذه السلسلة، باعتبارها بعدا من أبعاد التربية.
أولا ـ حق الأولاد
في الاسم الحسن
من أهم الحقوق التي تتطلبها التهيئة
الاجتماعية للأولاد اختيار الأسماء الحسنة التي يدعون بها في المجتمع، بل يدعون
بها يوم القيامة، كما قال رسول الله r:(إنكم تدعون يوم
القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم[1] فأحسنوا أسماءكم)[2]
وحق الأولاد في الأسماء الحسنة ليس حقا
ثانويا أو من النوافل التي لا يضر تركها، بل هي من الواجبات الأساسية التي حرص
رسول الله a أن يحث أصحابه عليها، بل يحث
الأمة
[1] وقد نقل الشعراني عن بعض
العلماء أنه ليس كل الناس يدعى بأبيه يوم القيامة، وإنما ذلك خاص بمن ليس له ذنب
يفتضح به، أما من له ذنب يفتضح به فينادى باسم أمه سترا له، والله أعلم بمدى صحته.
[2] رواه أبو داود بإسناد
جيد. وهو من رواية عبد الله بن زيد بن إياس بن أبي زكريا عن أبي الدرداء، والأشهر
أنه سمع أبا الدرداء، وقال البيهقي وطائقة: لم يسمعه فيكون مرسلا.
اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 220