اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 148
إلى غيرها.
ولهذا نجد فقهاء المسلمين يتحدثون عن هذه المسائل باعتبارها
أحكاما شرعية، يقول ابن القيم عند بيان ما يجب نحو الرضيع:(وينبغي أن يقتصر بهم
على اللبن وحده إلى نبات أسنانهم لضعف معدتهم وقوتهم الهاضمة عن الطعام، فإذا نبتت
أسنانه قويت معدته وتغذى بالطعام فإن الله سبحانه أخر إنباتها إلى وقت حاجته إلى
الطعام لحكمته ولطفه ورحمة منه بالأم وحلمة ثديها فلا يعضه الولد بأسنانه)[1]
ويتحدث عن كيفية تغذيتهم بعد الفطام، فيقول:(وينبغي تدريجهم في
الغذاء، فأول ما يطعمونهم الغذاء اللين فيطعمونهم الخبز المنقوع في الماء الحار
واللبن والحليب، ثم بعد ذلك الطبيخ والأمراق الخالية من اللحم، ثم بعد ذلك ما لطف
جدا من اللحم بعد إحكام مضغه أو رضه رضا ناعما، فإذا قربوا من وقت التكلم وأريد
تسهيل الكلام عليهم فليدلك ألسنتهم بالعسل والملح الاندراني لما فيهما من الجلاء
للرطوبات الثقيلة المانعة من الكلام، فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا لا إله إلا الله
محمد رسول الله)
ويتحدث عن كيفية التعامل معهم عند نمو الأسنان، فيقول:(فإذا حضر
وقت نبات الأسنان فينبغي أن يدلك لثاهم كل يوم بالزبد والسمن ويمرخ خرز العنق
تمريخا كثيرا، ويحذر عليهم كل الحذر وقت نباتها إلى حين تكاملها وقوتها من الأشياء
الصلبة، ويمنعون منها كل المنع لما في التمكن منها من تعريض الأسنان لفسادها
وتعويجها وخللها)
ويتحدث عن فوائد بكاء الصبي، فيقول:(ولا ينبغي أن يشق على
الأبوين بكاء الطفل وصراخه ولا سيما لشربه اللبن إذا جاع، فإنه ينتفع بذلك البكاء
انتفاعا عظيما، فإنه يروض أعضاءه ويوسع أمعاءه ويفسح صدره ويسخن دماغه ويحمي مزاجه
ويثير حرارته الغريزية