القول الثالث: أن سن اليأس يختلف باختلاف البيئة، وقد اختلف أصحاب
هذا القول على الآراء التالية:
الرأي الأول: سن اليأس بالنسبة إلى كل امرأة بيأس نساء عشيرتها من الأبوين ؛
لتقاربهن في الطبع. فإذا بلغت السن الذي ينقطع فيه حيضهن فقد بلغت سن اليأس، وهو
أحد قولي الشافعي[2].
الرأي الثاني: التفريق بين بعض الأجناس وبعض، فهو للعربيات ستون
عاما، وللعجميات خمسون، وهو رواية عن أحمد، وعلل ذلك بأن العربية أقوى طبيعة، وهو
رواية كذلك عند الحنفية، قال السرخسي:(وفصل في رواية بين الروميات والخراسانيات،
ففي الروميات التقدير بخمسين سنة، لأن الهرم يسرع إليهن، وفي الخراسانيات التقدير
بستين سنة)[3]
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو القول الأول مع الرجوع في حال الشك في حصول
الإياس أو عدمه إلى رأي المختصين احتياطا للحمل، وذلك إما بتحديد سن الإياس أو
باستبراء الرحم بأي وسيلة من وسائل الاستبراء.
وما ذكره أصحاب القول الثالث معتبر من الناحية الواقعية لا من الناحية
الشرعية، فلذلك لا يمكن الاحتكام إليه مطلقا لاحتمال تخلفه.