اسم الکتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 491
أو وطئ ليلة أول الشهرين وأصبح صائما، والإتيان بالصيام قبل التماس في حق
هذا لا سبيل إليه، سواء بنى أو استأنف.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو القول الثاني لعدم العلاقة بين فعل المحرم
وأداء الكفارة، فهو عاص في الأول، ومطيع في الثاني، والمعصية لا تنسخ الطاعة إلا
بدليل خاص، ولا دليل هنا على ذلك.
النوع الثالث:
إطعام ستين مسكينا:
أجمع العلماء
على أن المظاهر إذا لم يجد الرقبة، ولم يستطع الصيام، أن فرضه إطعام ستين مسكينا
سواء عجز عن الصيام لكبر، أو مرض يخاف بالصوم تباطؤه أو الزيادة فيه، أو الشبق فلا
يصبر فيه عن الجماع،فعن أوس بن الصامت، لما أمره رسول الله a بالصيام، قالت امرأته: يا رسول الله، إنه شيخ كبير،
ما به من صيام. قال: فليطعم ستين مسكينا) [1].
ولما أمر سلمة بن صخر بالصيام قال: وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام، قال:
فأطعم)، فنقله إلى الإطعام لما أخبر أن به من الشبق والشهوة ما يمنعه من الصيام.
ويجوز أن ينتقل إلى الإطعام إذا عجز عن الصيام للمرض، وإن كان مرجو الزوال،
بخلاف السفر، فإنه لا يجوز،لأن السفر لا يعجزه عن الصيام، وله نهاية ينتهي إليها
وهو من أفعاله الاختيارية، وذلك كله لقولهتعالى: ﴿ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ
فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ﴾ (المجادلة:4)