اسم الکتاب : عقد الزواج وشروطه المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 278
2.
أن الحديث المروي في ذلك قال عنه أبو حنيفة: (الحديث شاذ لا يؤخذ به
فيما تعم به البلوى) [1]
الترجيح:
نرى أن الأرجح عدم اعتبار الكفاءة في الحرفة، للاعتبارات
التالية:
الاعتبار الأول: النصوص الدالة على عدم اعتبار
الحرفة فارقا بين المسلمين، وأن أساس الفضل بين المؤمنين هو
التقوى،
وقد مر ذكر بعضها عند بيان خصلة الكفاءة في النسب.
الاعتبار الثاني: النصوص الدالة على فضل التكسب
والاحتراف،
من دون
تفريق بين حرفة وحرفة، ومن تلك النصوص قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا
النَّهَارَ مَعَاشًا﴾(النبأ: 11) فقد ذكر تعالى ذلك في معرض
الامتنان على عباده، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ
فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا
تَشْكُرُون﴾(الأعراف: 10)فجعلها نعمة وطلب الشكر عليها، وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ﴾(البقرة: 198) وقال تعالى: ﴿وَآخرُونَ
يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ الله﴾ (المزمل: 20)وقال تعالى: ﴿فانْتَشِرُوا في
الأرْضِ وابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ الله﴾(الجمعة: 10)
أما السنة، فقد وردت بها النصوص الكثيرة، ومنها:
1.
قوله a: (والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من