اسم الکتاب : عقد الزواج وشروطه المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 249
يصح، كما لو زوجها بغير إذنها.
6. أن
التزوج مع فقد الكفاءة تصرف في حق من يحدث من الأولياء بغير إذنه، فلم يصح، كما لو زوجها بغير إذنها.
القول الثالث: عدم اعتبار الكفاءة، وأنها
ليست بشرط في الزواج أصلا، وهو مذهب الظاهرية والكرخي والجصاص
وقول سفيان الثوري والحسن البصري، ومن أدلتهم على ذلك:
1.
قوله a: (يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا
إليه، قال: وكان حجاما)([1])، أمرهم رسول الله a بالتزويج عند عدم الكفاءة ولو كانت
معتبرة لما أمر.
2.
قوله a: (لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا أسود على
أحمر إلا بالتقوى)([2])
3.
أن الكفاءة لو كانت معتبرة في الشرع لكان أولى الأبواب بالاعتبار بها
باب الدماء، لأنه يحتاط فيه ما لا يحتاط في سائر الأبواب، ومع هذا لم تعتبر، حتى يقتل الشريف بالوضيع، فهاهنا أولى، والدليل عليه أنها لم تعتبر في
جانب المرأة، فكذا في جانب الزوج، ويحكى عنالكرخي أنه كان يقول: (الأصح عندي أن لا تعتبر الكفاءة
في النكاح أصلا؛ لأن الكفاءة غير معتبرة فيما هو أهم من النكاح، وهو الدماء فلأن لا تعتبر في
النكاح أولى)([3])