اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 86
2. بلال بن
رباح:
واعذروني
بعد المقداد أن أذكر أخاه بلالا.. ذلك الذي منعته حبشيته من أن يذكر في المبشرين
بالجنة، مع أن الأحاديث وردت بذلك، بل وردت بما هو أشرف منه، فقد كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
يذكره، ويثني عليه، ويعتبره من السابقين الصادقين، وفوق ذلك استعمله أمينا للمال
في عهده، حتى يكون ذلك درسا لمن عزلوه، وعزلوا أمثاله من الأمناء، وراحوا يولون
الطلقاء أمور المسلمين.
وقد
قال a
يذكر دخوله الجنة: (رأيتني دخلت الجنة وسمعت خشفا أمامي، فقلت: من هذا يا جبريل؟
فقال: هذا بلال) [1]وذكر أن ذلك الدخول لم يكن مجانيا، ولا للصحبة المجردة عن العمل، وإنما
لبعض الأعمال التي كان يقوم بها بلال، وهي وإن بدت بسيطة، لكنها تدل على شخصه
والقيم التي يؤمن بها، ففي الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال لبلال بعد صلاة الغداة: (حدثني
بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في
الجنة، قال بلال: ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورا
تاما في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي)[2]
وهكذا
شرفه a
بلقب [سيد المؤذنين]، فقال: (نعم المرء بلال، وهو سيد