responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 80

أخطأت من الناس)[1]

وقال: (لما نزلنا المدينة عشرنا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عشرة عشرة، يعني في كل بيت، قال: فكنت في العشرة الذين كان النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فيهم، قال: ولم يكن لنا إلا شاة نتجزأ لبنها) [2]

إنه ذلك الذي عرف الجاهلية والإسلام، وميز بين القيم التي تمثلهما، ولم يغتر بالصحبة المجردة عن القيم، وقد رد على من قال له: (طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله a، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت)، بقوله: (ما يحمل الرجل أن يتمنى محضرا غيبة الله عنه لا يدري كيف يكون فيه، والله لقد حضر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه، ألا يحمد الله تعالى أحدكم أن لا تعرفوا إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم، فقد كفيتم البلاء بغيركم، والله لقد بعث النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية لم يروا أن دينا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق بين الحق والباطل، وفرق بين الوالد وولده، حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا، وقد فتح الله تعالى قفل قلبه للإيمان ليعلم أنه قد هلك من دخل النار، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار، وأنها التي قال الله تعالى: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74])[3]

إنه ذلك الذي أدرك بأن الاختبارات الإلهية ليست متوقفة على فترة دون فترة، وأن


[1] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 173)

[2] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 174)

[3] رواه مسلم (4/ 3154) 250

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست