responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69

مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي)، فقال أبو سفيان: (ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا)

وهكذا فعلوا بخبيب بن عدي الذي رأى القرشيون الكرامات تترى على يديه، ومع ذلك لم تتحرك قلوبهم للإيمان، بل تحركت أيديهم لقتله، فقد روي أنه في الفترة التي حبس فيها انتظارا لقتله بعد خروج الأشهر الحرم، قالت بعض من كان محبوسا في بيتها: (والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يأكل قطفا من عنب مثل رأس الرجل، وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة، وما كان إلا رزقا رزقه الله) [1]

وقالت: (اطلعت عليه من صير الباب وإنه لفي الحديد وإن في يده لقطفا من عنب مثل رأس الرّجل يأكل منه وما أعلم في أرض اللَّه تعالى عنبا يؤكل)

وروي أنه كان يتهجّد بالقرآن فكان يسمعه النساء فيبكين ويرفقن عليه، فلما انسلخت الأشهر الحرم، وأجمعوا على قتله قالت ماوية: (فأتيته فأخبرته فو اللَّه ما اكترث بذلك)

ثم أخرجوه مغلولا في الحديد حتى انتهوا به إلى التنعيم، وخرج معه النساء والصبيان والعبيد وجماعة من أهل مكة، فلم يتخلّف أحد منهم يريدون التشفي برؤيته، فلما انتهوا به إلى التنعيم أمروا بخشبة طويلة فحفروا لها.

فلما انتهوا بخبيب إليها قال: (هل أنتم تاركي فأصلّي ركعتين؟) قالوا: نعم. فركع ركعتين أتمّهما من غير أن يطوّل فيهما، ثم أقبل على القوم فقال: (أما واللَّه لولا أن تظنوا


[1] رواه البخاري (4086)

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست