responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 257

الإمام متناسين أنها أكثر من حارب الدين، وأن كل ما ورد في القرآن الكريم عن قسوة قلوب المشركين، نزلت فيهم.

لكنك مع ذلك ـ سيدي ـ التزمت ما فعله إمامك علي، من الحفاظ على وحدة المسلمين، وعدم الخروج عليهم، والنصح لهم ولأئمتهم، وقد روي أن عمرا سألك: أملك أنا أم خليفة؟.. فقلت له: (إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر ووضعته في غير حق، فأنت ملك غير خليفة)[1]

وعندما شاء الله أن تتولى بعض المناصب، استننت فيها بسنة النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وسنة أئمة الهدى، فلم تغوك الدنيا، ولم تبن القصور، ولم تتغير حياتك قبل الولاية ولا بعدها، وكيف تغيرك الدنيا، وأنت ابن الآخرة.لقد روى المؤرخون عنك الكثير من الروايات في ذلك، وهي كافية للتفريق بين المنتجبين من أصحاب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وبين غيرهم من الذين لم يستطيعوا الحفاظ على العهد، ولا التزام القيم..

ومن ذلك ما رواه أبو قلابة أن رجلاً أتاك، فوجدك تعجنُ، فقال: أين الخادم؟ فقلت: (أرسلته في حاجة، فلم يكن لنجمع عليه اثنتين: أن نرسلَه ولا نكفيه عمله)، فقال الرجل: إن أبا الدرداء يقول: عليك السلام، قلت: (متى قدمت؟)، قال: منذ ثلاث، قلت: (أما إنك لو لم تؤدِّها كانت أمانة عندك) [2]وروى سلامة العجلي قال: (جاء ابن أخت لي من البادية يقال له قُدامة، فقال لي


[1] الكامل 3 / 59..

[2] رواه أبو نُعَيم في الحلية، حياة الصحابة (3/ 346)

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست