responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244

لكن الله تعالى شاء أن يخرجك من تلك القيود التي وضعت لتحول بينك وبين الوصول للحقيقة، فقدر من الأسباب ما يسر ذلك لك.. لقد ذكرت ذلك، فقلت ـ تتحدث عن والدك ـ (بنى أبي بنيانًا له، وكانت له ضيعة فيها بعض العمل، فدعاني فقال: أي بُنَي، إنه قد شغلني ما ترى من بنياني عن ضيعتي هذه، ولا بد من اطلاعها، فانطلق إليها، فمُرْهم بكذا وكذا، ولا تحتبس عني، فإنك إن احتبست عني شغلتني عن كل شيء، فخرجت أريد ضيعته، فمررتُ بكنيسة النصارى)

وهنا بدأت رحلتك من المجوسية إلى المسيحية، وبدأت تلتذ بالتنقل في عالم الحقائق.. لقد ذكرت ذلك، فقلت: (فسمعت أصواتهم فيها، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: هؤلاء النصارى يصلُّون، فدخلت أنظر، فأعجبني ما رأيت من حالهم، فو الله ما زلتُ جالسًا عندهم حتى غربت الشمس، وبعث أبي في طلبي في كل وجه حتى جئته حين أمسيت، ولم أذهب إلى ضيعتِه، فقال أبي: أين كنت؟ ألم أكن قلت لك: لا تحتبس عني؟ فقلت: يا أبتاه! مررتُ بناس يقال لهم: النصارى، فأعجبني صلاتهم ودعاؤهم فجلست أنظر كيف يفعلون)

وهنا بدأت معاناتك مع الواقفين في وجه الحقيقة، الذين يصرفون الخلق عن اتباعها، وكان أولهم أهلك الأقربون، لقد قلت تصف معاناتك معهم: (قال لي أبي: أي بني، دينك ودين آبائك خير من دينِهم، فقلت: لا والله، ما هو بخير من دينهم، هؤلاء قوم يعبدون الله، ويدعونه ويصلُّون له، ونحن إنما نعبد نارًا نُوقِدها بأيدينا، إذا تركناها ماتت، فخافني، فجعل في رِجْلي حديدًا، وحبسني في بيتٍ عنده)لكنك لم ترضخ للأمر الواقع، وإنما رحت تستعمل حيلك الشرعية للفرار من كل الحجب التي تحول بينك وبين النور الذي بدأ يبدو لك من خلال كوة المسيحية.. لقد

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست