responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 217

فبت بليلةٍ لا يعلمها إلا الله تعالى، حتى أصبحت فأتيت أمير المؤمنين فذكرت ذلك له، فقال هل لقيت عمار بن ياسر؟ قلت: لا. قال: فألقه فانظر ماذا يقول لك عمار فاتبعه، فجئتك لذلك)

حينها خاطبته بتلك الطمأنينة التي وصفك الله بها، وبكل ثقة، وقلت له: (تعرف صاحب الراية السوداء المقابلة لي؟ فإنها راية عمرو بن العاص، قاتلتها مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة، فما هي بخيرهن ولا أبرهن، بل هي شرهن وأفجرهن!)

ثم قلت له: (أشهدت بدراً وأحداً ويوم حنين، أو شهدها أبٌ لك فيخبرك عنها؟)، فقال: لا، فقلت له: فإن مراكزنا اليوم على مراكز رايات رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يوم بدرٍ ويوم أحد ويوم حنين، وأن مراكز رايات هؤلاء على مراكز رايات المشركين من الأحزاب، فهل ترى هذا العسكر ومن فيه؟ والله لوددت أن جميع من فيه ممن أقبل مع معاوية يريد قتالنا ـ مفارقاً للذي نحن عليه كانوا خلقاً واحداً فقطعته وذبحته)

ولكونك كنت واثقا من الخطر الذي تحمله راية معاوية، ودورها في تحريف الدين أجيالا طويلة لما انتهى إليك من إخبار رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لك ولصفوة أصحابه، قلت له: (والله لدماؤهم جميعاً أحلُّ من دم عصفور ؛ أفترى دم عصفور حراماً؟)

قال الرجل: لا، بل حلالٌ.. فقلت له: (فإنهم حلال كذلك)، ثم رحت تستوثق منه، وقلت: (أتراني بينت لك؟) قال: قد بينت لي، فقلت: (فاختر أي ذلك أحببت !؟)

وعندما انصرف الرجل، رحت تدعوه، وتقول له وللمجتمعين معك بكل ثقة وطمأنينة: (أما إنهم سيضربونكم بأسيافهم حتى يرتاب المبطلون منكم فيقولوا: لو لم يكونوا على حق ما أظهروا علينا، والله ما هم من الحق على ما يقذي عين ذباب، والله

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست