اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16
من
القرآن الكريم.
في نفس
الوقت الذي يعتبرون فيه عبد الله بن أبي لجأ إلى النفاق حتى يحمي مكانته بين قومه،
ويكذبون على الناس حين يذكرون لهم أن النفاق خاص بأهل المدينة، ولا علاقة له
بقريش.. وكأنهم لم يقرؤوا قوله تعالى عنها في أوائل سورة يس التي هي قلب القرآن:﴿يس
(1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا
أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ
فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ
إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)
وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
(10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ
فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾ [يس: 1 - 11]
مع
أنهم يذكرون في سبب نزولها عن ابن عباس أنه قال: (كان النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقرأ في المسجد فيجهر
بالقراءة حتى تأذى به ناس من قريش حتى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى
أعناقهم، وإذا هم لا يبصرون، فجاءوا إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقالوا: (ننشدك الله والرحم
يا محمد ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبي a فيهم قرابة فدعا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
حتى ذهب ذلك عنهم) [1]
وهكذا
نسيت كل هذه الآيات، ونسيت معها كل تلك الحروب التي شُنت على المسلمين، ونُسي كل
ذلك التعذيب الذي مورس على المستضعفين، وأصبح أبو سفيان وهند وأولادهم من خيار
الصحابة، بل صارت الكتب تؤلف فيهم وفي فضلهم في نفس
[1]
رواه ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل، انظر: الدر المنثور في التفسير بالمأثور
(7/ 42).
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16