responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 143

بينهم إلى أن توفاك الله على صدقك وإخلاصك، وقد قلت للخليفة الذي جاء يعودك، حين سألك: ما تشتكي؟ قلت: ذنوبي، قال: فما تشتهي؟ قلت: رحمة ربي، قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قلت: الطبيب أمرضني، قال: ألا آمر لك بعطائك؟ وكنت قد تركه سنتين: لا حاجة لي فيه، قال: يكون لبناتك من بعدك، قلت: أتخشى على بناتي الفقر؟ إني أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة، وإني سمعت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقول: (من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا) [1]

وقد شرفك الله قبل وفاتك بزيارة أخيك أبي ذر الغفاري في الربذة، وصلاتك عليه، وتأثرك لحاله، واقتدائك به فيه، ولم تلبث بعده إلا قليلا، ثم التحقت به.

وقد شاء الله أن يختم لك بقريب مما ختم له، فقد روى البلاذري عن أبي مخنف في إسناده قال: (لما قدم الوليد الكوفة ألفى ابن مسعود على بيت المال فاستقرضه مالا وقد كانت الولاة تفعل ذلك ثم ترد ما تأخذ، فأقرضه عبد الله ما سأله، ثم إنه اقتضاه إياه، فكتب الوليد في ذلك إلى عثمان فكتب عثمان إلى عبد الله بن مسعود: إنما أنت خازن لنا فلا تعرض للوليد فيما أخذ من المال، فطرح ابن مسعود المفاتيح وقال: كنت أظن أني خازن للمسلمين فأما إذ كنت خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك، وأقام بالكوفة بعد إلقائه مفاتيح بيت المال)[2]

وروى عن أبي مخنف وعوانة أن (عبد الله بن مسعود حين ألقى مفاتيح بيت المال إلى الوليد بن عقبة قال: من غير غير الله ما به ومن بدل أسخط الله عليه، وما أرى


[1] البداية والنهاية (7/ 183)

[2] أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 518)

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست