responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 78

وامتلأوا محبة لأهل بيت النبوة.. فلذلك اختلطت دماؤهم بدمائهم.. ونالوا شرف أن يذكروا معهم، كما نال سلمان الفارسي شرف أن يصبح من أهل بيت النبوة في الوقت الذي أُبعد فيه أبو لهب .. وكل أولئك الذين باعوا قرابتهم من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بحظوظ الدنيا..

حدثينا عن حبيب بن مظاهر.. ذلك العابد المجاهد الصادق.. الذي اختاره الله ليكون من السبعين رجلا الذين نصروا الإمام الحسين في كربلاء، وصبروا على البلاء حتى قتلوا معه، وكان عابداً ورعا تقيا ومراعيا لحدود الله تعالى، حافظا للقرآن الكريم، يختمه في كل ليلة من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر[1].

ذلك الذي أرسل إليه الإمام الحسين رسالة يقول فيها: (إلى الرجل الفقيه حبيب بن مظاهر: أما بعد، يا حبيب! فأنت تعلم قرابتنا من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وأنت أعرف بنا من غيرك، وأنت ذو شيمة وغيرة، فلا تبخل علينا بنفسك، يجازيك جدي رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يوم القيامة)[2]

وما أسرع ما أجاب الرسالة، وما أسرع ما وفى بالعهد، فلم ينكث، وعندما وصل إلى الإمام الحسين ، ورأى قلة أنصاره وكثرة محاربيه، قال له: إن هاهنا حيّا من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك لعل الله أن يهديهم وأن يدفع بهم عنك! فأذن له الحسين؛ فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم وقال لهم: (يا بني أسد قد جئتكم بخير ما أتى به رائد قومه، هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن فاطمة بنت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وقد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين، وقد أطافت به أعداؤه ليقتلوه، فأتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فيه)، فخرجوا معه، فعارضهم عمر بن سعد


[1] الشيخ عباس القمي، نفس المهموم، ص۱۲۴..

[2] ابن جرير، الطبري، ج۵، ص۳۵۲، ۳۵۵، ۴۱۶..

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست