responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 44

إلى الزوجة الوفية

سيدتي الطاهرة الوفية المظلومة خديجة..

يا أم كل الطاهرين الشهداء الذين تزينت بهم الأرض، وتضمخت بعطرهم السماء.. يا أم الزهراء، وجدة الحسن والحسين، وجدة كل أولئك الذين ملأوا الأرض سلاما وجمالا وطهرا.. يا زوجة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. يا من بشرك جبريل بالجنان.. وألقى إليك تحيات السماء..

يا من ملأت قلوبنا أشواقا ورقة.. فكلما نتذكرك، ونتذكر تضحياتك، تنهمر الدموع من مآقينا، لا نستطيع كفكفتها، وكيف نستطيع، ومشهدك وأنت تعانين في رمال الشعب، محاصرة جائعة ظمآنة، مثلما حوصر حفيدك الحسين، وأهل بيته الذين هم من نسلك الطاهر.. لا يغادر أبصارنا ولا بصائرنا.

اسمحي لي أيتها الزوجة الوفية.. والأم الغالية.. والشهيدة الصديقة.. أن أحدث قومي بشأنك، فقد رأيت فيهم من الغفلة عنك، ما جعلهم لا يكادون يذكرونك بين زوجات رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم مع أنك كنت زوجته الوحيدة في أكثر سني عمره، وفي السنين التي لم يكن فيها إلا معك، قبل أن تزدحم عليه تكاليف الرسالة وأعباءها في المدينة المنورة؛ فلا يكاد يمكث في بيته إلا قليلا.

ومع ذلك، وبعد فراقك الحزين له، بقي يحن إليك، ويذكرك كل حين، لأنك لم تغادري قلبه، ولا حياته، بل كان يحن للأيام التي كنت فيها سنده، وكنت فيها المثال الأعلى للمرأة الصديقة الطاهرة المجاهدة التي لم يكن لأي امرأة غيرها، أن توضع معها، أو تقارن بها.

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست