responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30

إلى الأم لمظلومة

سيدتي الفاضلة الكبيرة.. يا أشرف أم في الدنيا.. ماذا عساي أقول لك.. وكيف أعتذر لك عن نفسي، وعن أولئك الذين لا يزالون يخطئون في حقك..

لقد كنت أذكر جيدا في صباي الباكر ـ قبل أن تتدنس فطرتي، وينتكس عقلي ـ كيف كنا في باديتنا الجميلة نتغنى بك، وبجمالك، وبأخلاقك، وبأنوارك العظيمة..

كنا نحفظ عن ظهر قلب قولك، وأنت على فراش الموت تخاطبين ابنك الصغير محمد a وأنت تنظرين إلى وجهه الجميل البريء الممتلئ بالقداسة [1]:

بارك فيك الله من غلام

يا ابن الذي من حومة الحمام

نجا بعون الملك المنعام

فودي غداة الضرب بالسهام

بمائة من إبل سوام

إن صح ما أبصرت في منامي

فأنت مبعوث إلى الأنام

من عند ذي الجلال والإكرام

تبعث في الحل وفي الحرام

تبعث بالتحقيق والإسلام

دين أبيك البر إبراهام

تبعث بالتخفيف والإسلام

أن لا تواليها مع الأقوام

فالله أنهاك عن الأصنام

ثم قولك بعدها: (كل حي ميت، وكل جديد بال، وكل كبير يفنى، وأنا ميتة وذكري باق، وقد تركت خيرا، وولدت طهرا)

وكنا نردد ما قيل حينها فيك من أشعار لم يعرف أصحابها، فنسبت إلى الجن[2]:

نبكي الفتاة البرة الأمينة

ذات الجمال العفة الرزينة


[1] رواه أبو نعيم عن أم سماعة بنت أبي رهم عن أمها، انظر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (2/ 121)

[2] المرجع السابق.

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست