اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 131
هذا هو التمثيل الحقيقي للإسلام، والذي كان على الأمة أن
تأخذ به، وتجعله أسوة لها، لتكف عن تلك الكبرياء والعزة الآثمة في التعامل مع من
أمرنا بالإحسان إليهم، وتأليف قلوبهم، واللين معهم.
ولم تكن تلك المواقف سيدي مواقف كلامية فقط، وإنما كانت
مواقف عملية وسلوكية.. فقد أجمع الكل على كرم أخلاقك.. حتى أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم شهد لك
بذلك، ففي الحديث عن الإمام علي قال: (زرت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم مع جعفر وزيد بن حارثة ، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لزيد : ( أنت مولاي )
فبدأ زيد يحجل ويقفز على رجل واحدة حول النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ثم قال لجعفر : ( أما أنت فتشبهني
في خَلقي وخُلقي ) فحجل جعفر كذلك ، ثم قال لي : ( أنت مني وأنا منك ) فحجل خلف
جعفر [1] .
وكيف لا تحجل سيدي طربا، ورسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يثني عليك بكل ذلك الثناء العظيم، الذي
لا يمكن تقديره، ولا وصفه؟
وقد شهد لك بتلك الشهادة كل من عرفك، وعرف فضلك، فقد قال
أبو نعيم يذكر مكارمك: (الخطيب المقدام، السخي المطعام، خطيب العارفين، ومضيف
المساكين، ومهاجر الهجرتين، ومصلي القبلتين، البطل الشجاع، الجواد الشعشاع جعفر بن
أبي طالب عليه السلام. فارق الخلق، ورامق الحق)[2]
وكان أبو هريرة يشيد بفضلك عليه، وكثرة إحسانك له، ويعتبرك
لذلك أفضل الصحابة، ويقول عنك: (ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب
بعد رسول