responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 126

ما غششتني منذ صحبتني إلاّ اليوم، أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنّه الشجاع المطرق، أراك طمعت في امارة الشام بعدي[1]..

بل إن أعداءك كانو يفتخرون بأنك أنت الذي قتلتهم.. فقد روي أن أخت عمرو بن عبد ودّ قالت ترثيه[2]:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله

بكيته ما أقام الرّوح في جسدي

لكنّ قاتله من لا نظير له

وكان يدعى أبوه بيضة البلد

وما تلك الشجاعة والبطولة التي وهبك الله إياها من دون كثير من الناس إلا لما كان في قلبك من قوة الإيمان التي زرعها فيك وتعهدها حبيك محمد a.. لذلك كنت تخرج في أيام صفّين وحدك بغير حماية، ولما قيل لك: تقتل أهل الشام بالغداة وتظهر بالعشي في إزار ورداء؟ قلت: (بالموت تخوّفوني؟ فو الله ما أبالي سقطت على الموت أم سقط عليّ!)[3]

بطولات جعفر:

أما أنت يا جعفر.. أيها البطل الطيار .. يا أول سفير في الإسلام.. وأول من عرّف بقيمه النبيلة في إفريقيا.. ما عساي أقول عنك وعن بطولاتك، ونصرك للإسلام، ودعوتك إليه.. فأنت مثل أخيك الأصغر الإمام علي.. ومثل أبيك أبي طالب .. قدمت حياتك جميعا في سبيل الله.

لكنك مع ذلك كله لا تكاد تذكر.. فقد كتب قومي في فضائل معاوية وهند وعمرو بن العاص وبسر وسمرة ومسلم بن عقبة.. وكل من رمى أخاك عليا ولو بسهم واحد..


[1] شرح نهج البلاغة 1/20 و5/217، محاضرات الاُدباء للجاحظ 1/131.

[2] شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد 1/ 20.

[3] العقد الفريد 1/ 102.

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست