responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 112

ذلك)، وفي حديث زيد بن حارثة عند أبي يعلى والبزار وغيرهما، قال: خرجت مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يوما من مكة وهو مرد في مذبحنا شاة على بعض الأصنام فاذبحناها فلقينا زيد بن عمرو، فذكر الحديث مطولا، فقال زيد: اني لا أكل مما لم يذكر اسم الله عليه)[1]

وهم يروون في هذا بفرح عظيم أنه كان يقول لقريش: (إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه).. ويقول: (الشاة خلقها الله تعالى، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الارض ثم تذبحونها على غير اسم الله)[2]

لكنهم إن جاءوا لآباء رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم راحوا يروون: أن رجلا سأل النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: أين أبي؟، فقال: في النار، فلما قفا دعاه، وقال له: (إن أبي وأباك في النار)[3]

وهكذا قبلوا إيمان زيد بن عمرو بن نفيل ـ ابن عم عمر بن الخطاب ـ وذكروا أنه في الجنة يسحب ذيولا [4].. وقبلوا إيمان ورقة بن نوفل.. وذكروا أن أمية بن أبي الصلت كاد يسلم في شعره.. وهكذا قُبل الجميع ما عدا بني هاشم الذين صوروهم بصورة الجفاة الغلاظ المسدودة قلوبهم عن الإيمان، مع أنهم يرون رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم غدوة وعشية وهو بين أظهرهم.. ومع ذلك لم يؤثر فيهم، وأثر في الأبعدين.

ولم يكن ذلك إلا وليد الحقد الأموي عليهم، والذي تدل عليه الروايات الكثيرة، ومنها ما رواه عبدالله بن عمر قال: بينما نحن جلوس بفناء رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم: هذه ابنة محمد، فقال أبو سفيان: إن مثل محمد في بني هاشم مثل


[1] فتح الباري 9 : 518 ..

[2] صحيح البخاري، رقم 3826 ..

[3] رواه مسلم وغيره، انظر: الإصابة ج 1 ص 337.

[4] السيرة النبوية لدحلان ج 1 ص 39 و168 والبداية والنهاية ج 2 ص 237 ـ 241..

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست