responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 106

ونحن نريد أن نستن بسنة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في بكائه عليكم، وتأثره لحالكم.. وكيف لا نفعل ذلك، وأنتم أبطال الإسلام الذين سارع الناس إلى تغييبهم وهجرهم وتناسي كل التضحيات التي بذلوها، والبطولات التي قدموها.

بطولات أبي طالب:

وأول الأبطال المنسيين المحتقرين أنت يا أبا طالب.. يا حصن الإسلام الأكبر.. وهم إلى الآن يهونون من شأنك ومن دورك في حفظ الإسلام، وحفظ رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ونصرته مع أنه لم يقف أحد مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في تلك الفترة الحرجة غيرك.

فأنت الذي ضحيت بكل شيء، وتلقيت كل ألوان البلاء.. لتنصره.. لا لكونه ابن أخيك، ولكن لكونك من العارفين بنبوته، والمؤمنين بها، بل من أوائل السابقين لذلك، فأنت آمنت بنبوته من صباه الباكر، بل قبل أن يولد؛ فقد كانت الأحاديث كلها تشير إليه.

لكن قومي لم يكتفوا بعزلك وإبعادك وظلمك.. بل راحوا يشيعون ما كذبه الطلقاء الممتلئون بالنفاق عليك.. لقد راحوا يصدقونهم، ويكذبونك، ويجلونهم، ويحقرونك.. ولم يكتفوا بذلك.. بل راحوا يتهمونك بالشرك، وأنك لم تؤمن حرصا على إرضاء أبي سفيان وأبي جهل وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة..

ولست أدري هل كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أحب إليك، أم أولئك الملأ الذين استعملت كل الوسائل لمواجهتهم، وفرطت في كل المصالح من أجل الحفاظ على ابن أخيك الذي كنت تؤثره على نفسك وعلى كل شيء.

لذلك امتد حقدهم إليك.. وصاروا يصورون الفترة المكية التي كنت السند الأعظم فيها لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. وكأنك لم تكن موجودا فيها.. ولو أنهم تخلوا عن كبريائهم، وراحوا يقرؤون السيرة من المصادر التي يعتمدونها، لوجدوا أنك أنت الناصر الأكبر للإسلام، وأنه

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست