responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87

لقد ورثت تلك الرحمة من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم الذي جعله الله رحمة للعالمين.. وعشت معه في صحبة المستضعفين تخدمهم، وتصبر على كل بلاء في صحبتهم، كما قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف:28]

ولذلك كان أول أصحابك بعد رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم هم أولئك المستضعفون.. وعندما توليت الحكم كنت معهم أيضا.. ووقفتم جميعا في وجه المستكبرين.

لقد كنت تعتبر العدل قاصرا إن لم يقف في وجه المظلومين والمتألمين والمستضعفين.. وكنت تقول: (أحسن العدل إعانة المظلوم)، وتقول: (إذا رأيت مظلوما فأعنه على الظالم)، وتقول: (ما من مؤمن يعين مؤمنا مظلوما، إلّا كان أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلّا نصره الله في الدنيا والآخرة، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلّا خذله الله في الدنيا والآخرة)[1]

وقلت في وصيتك للحسن والحسين قبل استشهادك: (أوصيكما بتقوى اللّه، وأن لا تبغيا الدّنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شي‌ء منها زوي عنكما، وقولا بالحقّ، واعملا للأجر، وكونا للظّالم خصما، وللمظلوم عونا) ‌[2]

وقلت لهم: (اللّه، اللّه في الأيتام! فلا تغبّوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم.. واللّه، اللّه في جيرانكم! فإنّهم وصيّة نبيّكم، ما زال يوصي بهم حتّى ظننّا أنّه سيورّثهم..


[1] ميزان الحكمة: ج 5، ص 615.

[2] نهج البلاغة: الكتاب رقم(47)

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست