responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 71

إليه، فإن تاب ورجع إلينا قبلنا منه، وهو أخونا، وإن أبى إلّا الاعتزام على حربنا استعنا عليه اللّه، وناجزناه)[1]

الحرية.. لا الإكراه:

وهكذا ـ سيدي ـ كنت أحرص الناس على حرية الناس.. فقد علمك القرآن الكريم، وعلمك رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن الحرية قيمة إنسانية عليا، وأن أكبر الجرائم مصادرتها تحت أي اسم من الأسماء.

لقد كنت تقول مخاطبا رعيتك، والأجيال معها: (لا تكن عبد غيرك، وقد جعلك الله سبحانه حرا)[2]

وكنت تقول: (أيها الناس.. إنّ آدم لم يلد عبدا، ولا أمة، وأن الناس كلهم أحرار)[3]

وكنت تقول لهم ـ وأنت تدعوهم للقتال في صفين ـ: (سيروا إلى قوم يقاتلونكم كيما يكونوا في الأرض جبارين ملوكا، يتخذهم المؤمنون أربابا، ويتخذون عباد الله خولا)[4]

ولذلك كنت تنهاهم أن ينظروا إليك كما ينظرون إلى الجبابرة والطغاة، فيمتنعوا عن المطالبة بحقوقهم خوفا ورهبة.. لقد كنت تقول لهم كل حين: (فلا تكلّموني بما تكلّم به الجبابرة، ولا تتحفّظوا منّي بما يتحفّظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنّوا بي استثقالا في حقّ قيل لي، ولا التماس إعظام لنفسي، فإنّه من


[1] شرح نهج البلاغة ٣ : ١٤٨.

[2] غرر الحكم ودرر الكلم.

[3] نهج السعادة، ج 1، ص 198.

[4] ابن قتيبة الدنيوري، الامام والسياسة، ج1، ص166.

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست