responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69

أني لم أستكره أحدا على بيعة، وعلى أنّي لم أكن أحسن قولا في عثمان منكما)[1]

وهكذا كنت ترسل بالحجة تلو الحجة لعدوك اللدود فرعون هذه الأمة عساه يتعظ، ويترك ما هو فيه من بغي وظلم.. لقد كتبت تقول له: (أما بعد.. فإن الله سبحانه قد جعل الدّنيا لما بعدها، وابتلى فيها أهلها، ليعلم أيّهم أحسن عملا، ولسنا للدنيا خلقنا، ولا بالسعي فيها أمرنا، وإنّما وضعنا فيها لنبتلى بها. وقد ابتلاني الله بك، وابتلاك بي، فجعل أحدنا حجّة على الآخر، فعدوت على الدّنيا بتأويل القرآن، فطلبتني بما لم تجن يدي ولا لساني، وعصيته أنت وأهل الشام بي، وألبّ عالمكم جاهلكم، وقائمكم قاعدكم. فاتّق الله في نفسك، ونازع الشيطان قيّادك، واصرف إلى الآخرة وجهك، فهي طريقنا وطريقك. واحذر أن يصيبك الله منه بعاجل قارعة تمسّ الأصل، وتقطع الدابر)[2]

وهكذا فعلت مع الخوارج.. فقد كنت تقيم عليهم الحجج، وتذكرهم بالله، وكان مما قلت لهم: (.. ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة (التحكيم)، وأخبرتكم أن طلب القوم إياها منكم دهن ومكيدة لكم، ونبّأتكم أن القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وأني أعرف بهم منكم، عرفتهم أطفالا ورجالا، فهم أهل المكر والغدر، وإنكم إن فارقتم رأيي جانبتم الحزم، فعصيتموني، حتى أقررت بأن حكّمت، فلما فعلت شرطت واستوثقت، فأخذت على محكمين أن يحييا ما أحيا القرآن، وأن يميتا ما أمات القرآن، فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسّنّة، فنبذنا أمرهما، ونحن على أمرنا الأوّل. فما الذي بكم، ومن أين أتيتم؟)[3]


[1] الإمامة والسياسة: ج 1، ص 70.

[2] الطراز: ج 2، ص 393.

[3] تاريخ الطبري: ج 5، ص 85.

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست