responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 67

والنصيحة في المشهد والمغيب، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم)[1]

هذه كلماتك سيدي.. ولا نعجب منها.. فقد كنت ملازما لحبيبك رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وكنت تحضر عقوده الاجتماعية التي يتعامل بها مع مختلف الأصناف، فاستننت به في ذلك، وجعلت ذلك سنة لمن يريد أن يحيي الخلافة الراشدة التي تسير على منهاج النبوة.

ولم يكن ما قلته ـ سيدي ـ مجرد كلمات، بل كانت حياتك كلها تنفيذا لها.. فأنت مع ما ابتليت به من أصناف الناكثين والقاسطين والمارقين إلا أنك لم تتجاوز ما تمليه عليك التقوى والأخلاق الرفيعة والمثل العليا التي رباك عليها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.

لقد كنت مثالا حقيقيا حيا لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون﴾ [المائدة:8]

لقد فسرت كلماتك وحكمك حياته هذه الآية الكريمة خير تفسير.. لقد كنت تقول: (أعدل الناس من أنصف من ظلمه)، وتقول: (أجور الناس من ظلم من أنصفه) ، وتقول: (أعدل الناس من أنصف عن قوّة) ، وتقول: (الاستصلاح للأعداء بحسن المقال، وجميل الأفعال، أهون من ملاقاتهم ومغالبتهم بمضيض القتال) [2]

وهكذا أوصيت ابنك الحسن، فقلت له: (أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر.. وبالعدل على الصديق والعدوّ)، وقلت في وصية أخرى: (أوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها.. والعدل في الرضى والغضب) [3]

ولهذا، فإنك قبل أن تواجه أي عدو من أعدائك بمبارزة أو غيرها كنت تقيم عليه


[1] نهج البلاغة: الخطب 34.

[2] غرر الحكم ودرر الكلم.

[3] كشف الغمة للأربلي نقلا عن القطرة من بحار النبي والعترة للمستنبط 1/46.

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست