responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 63

منكم، في النار.. قالوا: دعنا منك يا أشتر. قاتلناهم في الله وندع قتالهم في اللّه. إنّا لسنا نطيعك فاجتنبنا.. قال: خدعتم واللّه فانخدعتم، ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم. يا أصحاب الجباه السود، كنّا نظن أن صلاتكم زهادة في الدنيا وشوق إلى لقاء اللّه، فلا أرى فراركم إلّا إلى الدنيا من الموت، ألا فقبحا لكم، ما أنتم برائين بعدها عزّا أبدا، فابعدوا كما بعد القوم الظالمون)[1]

في ذلك الحين أرسلت إلى معاوية كتابا تقول فيه: (من عبد الله أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد، فإن أفضل ما شغل به المرء نفسه اتّباع ما يحسن به فعله، ويستوجب فضله، ويسلم من عيبه، وإن البغي والزور يزريان بالمرء في دينه ودنياه.. فاحذر الدنيا! لا فرح في شي‌ء وصلت إليه منها، وقد علمت أنك غير مدرك ما قضى فواته. وقد رام قوم أمرا بغير الحقّ فتأوّلوا على الله تعالى، فأكذبهم، ومتّعهم قليلا ثم اضطرهم إلى عذاب غليظ، فاحذر يوما يغتبط فيه من أحمد عاقبة عمله، ويندم فيه من أمكن الشيطان من قياده ولم يحاده، فغرّته الدنيا واطمأن إليها. ثم إنّك دعوتني إلى حكم القرآن، ولقد علمت أنك لست من أهل القرآن، ولست حكمه تريد، واللّه المستعان. وقد أجبنا القرآن إلى حكمه ولسنا إياك أجبنا، ومن لم يرض بحكم القرآن فقد ضلّ ضلالا بعيدا)[2]

وبعد أن تم هذا رغم إرادتك.. أشار عليك أصحاب القلوب المريضة، بأن ترسل أبا موسى الأشعري، ليكون ممثلا لك، فقلت لهم: (قد عصيتموني في أول هذا الأمر فلا تعصوني الآن، إني لا أرى أن أولي أبا موسى الأشعري)

حينها قام أولئك المرضى، وقالوا: (لا نرضى إلا بأبي موسى)


[1] وَقعَة النَهرَوانْ، أو الخَوارج، عَلي بنِ الحُسَيْن الهَاشِميّ، ص22.

[2] وقعة صفين (ص: 493)

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست