responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37

إليك.. ولا يمكنني أن أذكر لك كيف حولوا من سبك شريعة ودينا، وعلموه الصبيان.. وحفظوه لأولادهم كما يحفظونهم القرآن.. حتى صار من يذكرك متهما، ومن يحبك زنديقا ومجوسيا.

حتى أنهم في ذلك الزمان الذي انتصر فيه الطلقاء، وأقاموا دولتهم صار التسمي باسمك سبة وعارا.. بل صاروا يحاكمون من يفعل ذلك.. وكأنهم يريدون أن يخمدوا ذكرك.. بل يخمدوا كل شيء فيك حتى اسمك.. وينسون أنهم حين يفعلون ذلك.. إنما يحاربون الله.. و﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون﴾ [التوبة:32].. ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون﴾ [الصف:8]

المهام الجسيمة:

لكنك.. ومع كل ما ورد في شأنك.. كنت في منتهى السلام والمحبة مع كل من خالفك.. لأنك لم تكن تعيش لنفسك.. وإنما كنت تعيش لربك ولدينك وللمهمة العظيمة التي كلفت بها.

لقد وردت الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي تعبر عن تلك المهمة، وأنها امتداد للنبوة، وتصحيح لمسارها، بعد أن يتلاعب المحرفون والمتأولون بها، مثلما تلاعب أصحاب موسى بعد غياب موسى عليه السلام عنهم.

ومن تلك الأحاديث ما حدث به أبو سعيد الخدري قال: كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه، فانقطعت نعله، فتخلف عليها علي يخصفها، فمضى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ومضينا معه، ثم قام ينتظره، وقمنا معه، فقال: (إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن، كما قاتلت على تنزيله)، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال: لا، ولكنه خاصف النعل. يعني عليا، قال: فجئنا نبشره، فلم يرفع رأسه،

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست