responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24

وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، فقال علي: يا رسول الله: إنك قد آخيتَ بين أصحابك، فمن أخي؟، قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (أما ترضى يا علي أن أكون أخاك؟.. أنت أخي في الدنيا والآخرة)[1]

بل إن في قوله a: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)[2] ما يدل دلالة واضحة على تلك الأخوة، التي لم تكن أخوة عاطفية فقط، بل كانت أخوة مشاركة في تنفيذ المهام العظيمة التي تتطلبها الرسالة الإلهية الخاتمة، والتي عبر عنها قوله تعالى: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾ [المزمل:5]

ولذلك كنت سند رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في كل ما مر به وبالدعوة الإسلامية من شدائد ومحن.. لعل أعظمها تلك الحروب التي ووجه بها الإسلام في المدينة المنورة.. فالتاريخ يحفظ لك بطولاتك العظيمة.. فليس هناك معركة ولا غزوة إلا كنت بطلها الذي ترتعد منه قلوب الأعداء.. وكنت بحق سيف الله المسلول على أعدائه.

أذكر جيدا موقفك يوم بدر، وفي أول معركة جمعت معسكر الإيمان مع معسكر الشيطان.. حينها طلب صناديد المشركين من يبارزهم.. وكنت حينها شابا يافعا، وكان يمكنك أن تختبئ في أي محل، أو تنشغل بأي شيء، لتحفظ حياتك.. لكنك لم تفعل، وتعرضت لصناديد المشركين، وأبطالهم الكبار، وجرعتهم مرارة سيفك.

وهكذا كان حالك في كل المواقف.. لقد قال ابن أبي الحديد يصف شجاعتك: (وأمّا الشجاعة فإنّه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله، ومحا اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحرب مشهورة تضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة. وهو الشجاع الذي ما فرّ قطّ، ولا


[1] المستدرك للحاكم 3/ 14، سنن الترمذي (6/ 80)

[2] هذا الحديث من الأحاديث المتواترة التي نقلها الفريقان بأسنادهم الكثيرة عن رسول الله a عند توجّهه إلى غزوة تبوك. وهو مذكور في أغلب المجاميع السنيّة والشيعية.

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست