responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 187

(نعم، يا أمير المؤمنين، أرشدك اللّه فقد أرشدت)

ومن تلك التصنيفات ما ذكرته في بعض مواعظك في الحث على اغتنام الفرصة، وترك التسويف، حيث قلت: (إنما الدهر ثلاثة أيام- أنت فيما بينهن-: مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبدا، فإن كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه، وفرحت بما أسلفته فيه، وإن كنت قد فرّطت فيه، فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه.. وأنت في يومك الذي أصبحت فيه من غد في غرّة! ولا تدري ولعلّك لا تبلغه؟ وإن بلغته لعلّ حظّك فيه في التفريط مثل حظّك في الأمس الماضي عنك! فيوم من الثلاثة قد مضى وأنت فيه مفرّط، ويوم تنتظره ولست أنت منه على يقين من ترك التفريط، وإنما لك من الثلاثة هو يومك الذي أصبحت فيه) [1]

ومن تصنيفاتك البديعة المرتبطة بعلم النفس ذكرك للخصال التي يكشفها اللسان من حقيقة الإنسان، فقد قلت فيها: (أيها الناس، إن في الإنسان عشر خصال يظهرها لسانه: شاهد يخبر عن الضمير، وحاكم يفصل بين الخطاب، وناطق يردّ به الجواب، وشافع تدرك به الحاجة، وواصف تعرف به الأشياء، وأمير يأمر بالحسن، وواعظ ينهى عن القبيح، ومعزّ تسكّن به الأحزان، وحامد تجلى به الضغائن، ومونق يلهي الأسماع)

ومنها هذا التنصيف المرتبط بالعلاقات الاجتماعية: (لا يكون الصّديق صديقا حتّى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته) [2]

ومنها تصنيفاتك البديعة لمكارم الأخلاق، وهي تؤسس لعلم الأخلاق تأسيسا متينا قويا.. وقد أوصيت بها ابنك ريحانة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وسيد شباب أهل الجنة الإمام


[1] مستدرك نهج البلاغة للمحمودي: ج 3 ص 255- 256 الخطبة رقم(66)

[2] نهج البلاغة: الحكمة(134)

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست