responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 174

وفرقانا لا يخمد برهانه، وتبيانا لا تهد أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزا لا تهزم أنصاره، وحقا لا تخذل أعوانه، فهو معدن الايمان وبحبوحته وينابيع العلم وبحوره، ورياض العدل وغدرانه وأثا في الاسلام وبنيانه وأودية الحق وغيطانه وبحر لا ينزفه المستنزفون، وعيون لا ينضبها الماتحون ومناهل لا يغيضها الواردون، ومنازل لا يضل نهجها المسافرون وأعلام لا يعمى عنها السائرون، وآكام لايجوز عنها القاصدون، جعله الله ريا لعطش العلماء، وربيعا لقلوب الفقهاء، ومحاج لطرق الصلحاء، ودواء ليس بعده داء، ونورا ليس معه ظلمة، وحبلا وثيقا عروته، ومعقلا منيعا ذروته، وعزا لمن تولاه، وسلما لمن دخله، وهدى لمن أئتم به، وعذرا لمن انتحله، وبرهانا لمن تكلم به، وشاهدا لمن خاصم به، وفلجا لمن حاج به، وحاملا لمن حمله ومطية لمن أعمله، وآية لمن توسم، وجنة لمن استلام، وعلما لمن وعى وحديثا لمن روى، وحكما لمن قضى)[1]

لا يمكنني ـ سيدي ـ أن أعرض كل ما وصلنا من خطبك وأحاديثك الجميلة حول القرآن.. فهي كثيرة وممتلئة بالمعاني الرفيعة.. ولو أن الذين عاصروك.. أو الذين ابتعد بينك وبينهم الزمان أخذوا بكلماتك حوله.. وعاشوها وطبقوها.. لكان وضعنا الآن غير وضعنا.. لكنهم أهملوا الكتاب كما أهملوك.. وضيعوا الوصية بالكتاب، كما ضيعوا الوصية بك.

علم الاستشراف:

أما علم الاستشراف ـ سيدي ومولاي ـ فهو من العلوم التي ورثتها من حبيبك رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. كما ورثتها بسبب صحبتك الطويلة وتدبرك العميق للقرآن الكريم.

فقد كنت بما آتاك الله من علم البصيرة تخبرهم بما سيحيق بهذه الأمة من أنواع


[1] نهج البلاغة: الخطبة رقم(198).

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست