responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 120

أما الصلاة.. فقد كنت تدعو إليها بلسانك وحالك وفعلك كل حين..

أما دعوتك إليها بلسانه، فقد كنت تذكرها في خطبك، وتسجلها في رسائلك، وتوصي بها أصحابك وأهلك.. وتعلمهم كيف يقومون بحقوقها، وكيف يؤدوها كما طلب منهم أن يؤدوها..

ومن وصاياك في ذلك لأصحابك وأحبابك على مدار التاريخ قولك: (تعاهدوا أمر الصّلاة، وحافظوا عليها، واستكثروا منها، وتقرّبوا بها، فإنّها ﴿كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً﴾.. ألا تسمعون إلى جواب أهل النّار حين سئلوا: ﴿ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ‌﴾.. وإنّها لتحتّ الذّنوب حتّ الورق، وتطلقها إطلاق الرّبق، وشبّهها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بالحمّة تكون على باب الرّجل، فهو يغتسل منها في اليوم واللّيلة خمس مرّات، فما عسى أن يبقى عليه من الدّرن.. وقد عرف حقّها رجال من المؤمنين، الّذين لا تشغلهم عنها زينة متاع، ولا قرّة عين من ولد ولا مال، يقول اللّه سبحانه: ﴿رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وإِقامِ الصَّلاةِ وإِيتاءِ الزَّكاةِ﴾ [طه: 132].. وكان رسول اللّه a نصبا بالصّلاة بعد التّبشير له بالجنّة، لقول اللّه سبحانه: ﴿وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها﴾، فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه) ‌[1]

ومن وصيتك لأبنائك وأنت تحتضر قولك: (اللّه، اللّه في القرآن! لا يسبقكم بالعمل به غيركم.. واللّه، اللّه في الصّلاة! فإنّها عمود دينكم.. واللّه، اللّه في بيت ربّكم! لا تخلّوه ما بقيتم؛ فإنّه إن ترك لم تناظروا) [2]

ومن وصية لك أخرى قلت فيها: (وليكن في خاصة ما تخلص به لله دينك: إقامة فرائضه التي هي له خاصة، فأعط الله من بدنك في ليلك ونهارك، ووف ما تقربت به إلى


[1] نهج البلاغة: الخطبة رقم(199)

[2] نهج البلاغة: الكتاب رقم(47)

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست