responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 111

مناخه، والدّنيا عنده كيوم حان انسلاخه)[1]

وكنت تصيح فيها كل حين: (اعزبي عنّي، فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّيني، ولا أسلس لك فتقوديني، وايم اللّه- يمينا أستثني فيها بمشيئة اللّه- لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص، إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع بالملح مأدوما، ولأدعنّ مقلتي كعين ماء نضب معينها، مستفرغة دموعها، أ تمتلئ السّائمة من رعيها فتبرك؟ وتشبع الرّبيضة من عشبها فتربض؟ ويأكل عليّ من زاده فيهجع، قرّت إذا عينه إذا اقتدى بعد السّنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة، والسّائمة المرعيّة!) [2]

وكنت تخطب فيهم، وتقول:(و أحذّركم الدّنيا فإنّها منزل قلعة، وليست بدار نجعة، قد تزيّنت بغرورها، وغرّت بزينتها. دارها هانت على ربّها، فخلط حلالها بحرامها، وخيرها بشرّها، وحياتها بموتها، وحلوها بمرّها. لم يصفها اللّه تعالى لأوليائه، ولم يضنّ بها على أعدائه. خيرها زهيد، وشرّها عتيد، وجمعها ينفد، وملكها يسلب، وعامرها يخرب. فما خير دار تنقض نقض البناء، وعمر يفنى فيها فناء الزّاد، ومدّة تنقطع انقطاع السّير. اجعلوا ما افترض اللّه عليكم من طلبكم، واسألوه من أداء حقّه ما سألكم، وأسمعوا دعوة الموت آذانكم قبل أن يدعى بكم) [3]

وكنت تبين لهم آثار حب الدنيا على قلوبهم وعلاقاتهم، وأنها هي السبب في كل ما حل بهم من انحرافات، فتقول: (قد غاب عن قلوبكم ذكر الآجال، وحضرتكم كواذب الآمال، فصارت الدّنيا أملك بكم من الآخرة، والعاجلة أذهب بكم من الآجلة. وإنّما أنتم إخوان على دين اللّه، ما فرّق بينكم إلّا خبث السّرائر، وسوء الضّمائر، فلا توازرون ولا


[1] نهج البلاغة: الكتاب 45 ص 417.

[2] نهج البلاغة: الكتاب 45 ص 417.

[3] نهج البلاغة: الخطبة رقم(113)

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست